طول العمر

الآثار النفسية التي تواجه العائلات والمرضى المصابين بشق الشفة وشق سقف الحلق

استقبال مولود جديد حدث مثير ومرهق للوالدين في آن واحد،. وبلا شك، فإن التشخيص بالإصابة بشق الشفة أو شق سقف الحلق سيؤثر على كلٍّ من المصابين وعائلتهم

زينة الزبن
معالجة نفسية للطفل والأسرة
المسار للاستشارات الاجتماعية، الكويت

استقبال مولود جديد حدث مثير ومُرهق للوالدين في آن واحد، إذ يأمل كل والد أن يولد طفله بصحة جيدة. وبلا شك، فإن التشخيص بالإصابة بشق الشفة أو شق سقف الحلق سيؤثر على كل من الوالدين وعائلتهما. وليس من الضروري أن تكون هذه التجربة سلبية بالكامل، فقد يشعر الوالدان في البداية بالخوف والحزن والخجل في بعض الأحيان نتيجة للتشخيص. وقد يشعر أيضًا الوالدان ومقدمو الرعاية بمشاعر ارتباك وإحساس بالإرهاق. وهذه المشاعر شائعة ومفهومة، لذا من المهم أن يأخذ متخصصو التشخيص والأطباء الوقت الكافي لاحتواء العائلات وتوعيتها بالتشخيص والتوقعات المتعلقة بالحالة، مما يضمن حصول العائلات على الدعم الذي تحتاج إليه.

من المهم العثور على شبكة دعم للوالدين خلال عملية العلاج. ومن المفيد للغاية أن يسعى الوالدان إلى تقبل خطة علاج طفلهما وفهمها بالكامل. وقد تضم شبكة الدعم أفراد العائلة والأصدقاء وعائلات أخرى وأطفالاً آخرين مشخصين بالمرض، والفريق الطبي المُعالج للطفل، أو أي شخص يعطيهم الدعم النفسي الذي يحتاجون إليه.

يمثل دعم المريض أمرًا حيويًا، إذ يلجأ الوالدان أحيانًا إلى "تدليل" المريض، مما قد يعيق النمو العاطفي للطفل أو يشجع مشاعر الضعف والاعتمادية. ومن الطبيعي أن يهاب الوالدان ما قد يواجهه الطفل في المستقبل، ومن الممكن ألا تقتصر المعاناة على التحديات الطبية، بل قد تمتد أيضًا إلى تحديات اجتماعية ونفسية. وقد يتعرض الطفل للتنمر والضغط الاجتماعي من الأقران. لذا، فإن تعلم مهارات عاطفية اجتماعية مثل المرونة والثقة سيساعد الأطفال على مواجهة مثل هذه التحديات بنجاح أكبر.

قد لا يهيئ بعض الوالدين أطفالهم المصابين بشكل كافٍ لما سيخضعون له من جراحات مستقبلية وتدخلات طبية في محاولة " لحماية" الطفل من المستقبل. و لكن عدم الوضوح والصراحة والحماية المفرطة التي يمارسها الوالدان ستزيد في معظم الأحيان شعور الطفل بالضغط والقلق، إذ إن المجهول لا يمكن التحكم به، ولكن كل ما يمكن التنبؤ به يتيح شعورًا بالسيطرة والسلامة. كما أن الأطفال الخاضعين للحماية المفرطة قد يفقدون الثقة في والديهم، وقد يتولد لديهم رفض كامل للتدخلات الطبية ويصابون بالتوتر والخوف المفرط (الرهاب).

لا شك أن السماح للأطفال بالشعور بالسيطرة والتحكم والاستقلال أمر مهم للغاية. ومن الممكن تحقيق ذلك بإشراك الأطفال أنفسهم في التشخيص وخطة العلاج. وإذا كان ممكنًا (ومن دون تعريض صحتهم للخطر)، يجب على الوالدين والأطباء تقديم بعض الخيارات للطفل حول خطة العلاج ومواعيد الإجراءات الطبية ليختار من بينها. ومن المهم أيضًا تشجيع التعبير العاطفي والتواصل، فسيخلق ذلك في معظم الحالات طفلاً أقوى وأكثر هدوءًا. وفي حال ظهر على الطفل المزيد من علامات القلق أو التمرد أو الاكتئاب، يجب استشارة متخصص.

روابط مفيدة

َنْزيل ملفات إضافية
Treatment focused

Dedicated team

No items found.